هواتف خلوية بصور حية لاستقبال الأخبار والأحداث الرياضية

من طرف **ابن عز** 18/05/09, 07:55 pm

أجهزة مطورة وشبكات لخدمات الفيديو اللاسلكي تبث 10 صور في الثانية تدشن هذا العام

نيويورك: كاثرين جرينمان *
لقد مكنت كاميرات الإنترنت وبرامج عقد المؤتمرات على الشاشة الناس من رؤية بعضهم البعض عبر شاشات الكومبيوتر اثناء تحادثهم. كما أصبح ممكنا تنزيل ورؤية مقتطفات الأفلام والأخبار.
ولكن الصورة ليست واضحة إن لم تكن معروضة على شاشة الكومبيوتر المكتبي. وحاول الخبراء إدخال تقنيات استقبال لقطات الفيديو على الهواتف الخلوية منذ إدخال خدمات شبكاتها الرقمية في منتصف التسعينات، الا ان الفيديو اللاسلكي كان صعب التحقيق لصانعي الهواتف ومزودي الخدمات الخلوية. وما زالت هناك عدة عوائق أمام الفيديو اللاسلكي، تتمثل على الأخص في ضيق عرض نطاق التردد في الشبكات اللاسلكية في أميركا، وبالتالي عدم قدرتها على دعمه.

فيديو لاسلكي ولدى الإعداد لليوم الذي سيزيد فيه مزودو الخدمات الخلوية قدرات شبكاتهم، صممت شركة «توشيبا أميركا» وهي شركة تابعة لشركة «توشيبا» رقيقة تفك شفرة الفيديو حالما يتم إرساله عبر جهاز لاسلكي. وهذا يمكن المستخدم من رؤية المتحادث معه، على شاشة صغيرة على الهاتف الخلوي أو الجهاز المحمول باليد، وأعلنت «توشيبا» أن لهذه الرقيقة سرعة 30 ميجاهيرتز وتعمل مع مواصفات MPEG وهي المواصفات الجديدة لإرسال الفيديو عبر الشبكات اللاسلكية. ووافقت مجموعة خبراء الصور المتحركة على مواصفات MPEG وهي المجموعة التي طورت المقاييس لتشفير الفيديو والصوت الرقمي في أبريل (نيسان) .2000 وطورت هذه المجموعة أيضا مواصفات MPEG الموجهة لمقاييس الأقراص المدمجة ومواصفات MPEG للمقاييس المستخدمة في التلفزيون الرقمي ومواصفات MPEG المستخدمة في مقاييس الصوت.

وبينما توجد رقائق أخرى تفك شفرة الصور للأجهزة اللاسلكية، الا ان هذه الرقيقة الأولى التي ستفك شفرة MPEG للفيديو اللاسلكي. وتمكن هذه الرقيقة من إرسال لقطات الفيديو واستقبالها عبر شبكة لاسلكية بوساطة هاتف خلوي. وتدمج ما بين جهاز فك شفرة MPEG للإرسال الذي يستقبله جهاز لاسلكي، وجهاز تشفير (مشفر) يجهز تدفق الفيديو من الصور التي أخذتها كاميرا رقمية صغيرة.

وتم دمج 12 ميجابايت من الذاكرة العشوائية الديناميكية (دي ـ رام) DRAM على الرقيقة ممكنة إياها من القيام بوظائف التشفير وفك الشفرة باستخدام مقدار متدن من الطاقة ومحافظة على مصدر طاقة الهاتف الخلوي. ويقول آندرو بيرت مدير تنمية السوق اللاسلكي في توشيبا ان هذا يجعل الرقيقة مناسبة للأجهزة اللاسلكية. وتجري توشيبا محادثات مع شركات اللاسلكي حول توفير تدفق الفيديو والصوت للمشتركين اللاسلكيين. ولكن تجهيز الهاتف برقيقة قادرة على فك شفرة الفيديو يعتبر باطلا إذا لم تستطع الشبكة نفسها دعم الفيديو.

ويقدر معدل نقل المعلومات بعظم الخدمات اللاسلكية بحوالي 14.4 كيلوبت بالثانية وهذا كاف لنقل الفيديو ولكن معدل الصور سيكون بطيئا أي حوالي 3 اطارات من الصور لكل ثانية. ونظرا لحدود عرض النطاق الترددي في الشبكات الموجودة يقول العديد من صانعي الهواتف الخلوية وشركات الخدمات الخلوية انهم سينتظرون حتى تبنى شبكات جديدة قبل توفير خدمات الفيديو.

ويقول أوليفر فالينتي الموظف التكنولوجي الرئيس في شركة سبرنت بي.سي.إس: «شبكات اليوم ليست مجهزة للفيديو اللاسلكي. وبتقديراتنا يحتاج الشخص لمعدل ما بين 26 إلى 60 كيلوبت بالثانية حتى يحصل على فيديو فعال باستخدام 5 صور في الثانية». وقال فالنتي إن شبكة شبرنت المحسنة ستتوفر بحلول عام .2002 ويضيف «حينئذ ستظهر هواتف فيديو مجهزة بشاشات ملونة ستعرض صورا ممتازة».

ويقول بيل ستون المدير التنفيذي لاستراتيجيات الشبكة في فيرايزون كوميونيكشنز ان شركته تختبر شبكة سريعة جديدة والتي يتوقع طرحها بالسوق بنهاية هذا العام. ويضيف ستون: «أعتقد أن أمامنا ما بين ست أشهر إلى سنة حتى تستطيع توفير خدمات فيديو بسرعة 10 صور بالثانية. وعند هذه المرحلة فلا شك أننا سنوفر مقتطفات الفيديو». وتعمل شركة موتورولا كذلك على إدخال الفيديو بالهاتف الخلوي والأجهزة المحمولة باليد، إذ أعلنت الشهر الماضي عن استثمار ملايين الدولارات في شركة باكيت فيديو التي تنتج برامج تعمل على مقاييس MPEG ويقول وارن هولتزبيرغ مدير الاستثمارات في موتورولا أن الشركة تعمل على تطوير رقيقة MPEG التي ستدمج بالهواتف الخلوية خلال هذه السنة.

استقبال مرئي هاتفي وسيكون ضمن أول أنواع لقطات الفيديو الذي ستتوفر بهذه الهواتف، النشرات الجوية ومقتطفات الأفلام والأحداث الرياضية والإخبارية والتي ستتوفر من خلال برامج باكيت فيديو عبر مزودي الخدمات الخلوية المشاركين. أما الاتصال الفيديوي الثنائي الاتجاه فهذا طور البحث. ويتساءل المحللون عن مدى استخدام المشتركين لخدمات الفيديو اللاسلكي خصوصا مع المشاكل التي واجهها المستهلكون عند قراءة النصوص على شاشات هواتفهم والأجهزة المحمولة يدويا.

وتقول جودث آبرامز وهي مسؤولة في شركة تيك إنتيليجنس وهي شركة بحوث تسويقية في ميريلاند: «هدف مزودي الخدمات هو جني الربح. فالسؤال هنا هو هل سيكون المستهلكون على استعداد للدفع مقابل خدمات الفيديو؟». ويقول جاي سيرفاتسا وهو محلل لالكترونيات المستهلكين في شركة داتاكويست في كاليفورنيا: «السؤال الكبير لا يتعلق بقدرة الهاتف على عرض الفيديو وإنما بقيمة هذه الميزة؟ وما هي المعلومات التي سترسل وتستقبل؟ فإذا لم يكن هناك سبب جيد، لن يستخدم المستهلكون هذه المزايا».

ونظرا لكون مواصفات MPEG مواصفات مفتوحة بينما المواصفات الأخرى مثل «كويكتايم» و«ريل فيديو» هي مملوكة، فان هذا سيعقد مسألة إرسال الفيديو الإنترنيتي. ومحتوى كويكتايم وريل فيديو ستمثل مشكلة لمزودي الخدمات الخلوية الذين يحبذون تحويل محتوى الإنترنت الحالي إلى مواصفات MPEG للتوزيع عبر شبكاتهم. ويقول سيرفاتسا: «استخدام مواصفات مفتوحة شيء ممتاز ولكن هل سيكون هناك طلب كاف لتبرير إرسال الفيديو عبر الشبكة؟ فعلينا أن نرى إن كان يمكن تحويل محتوى الإنترنت للنمط الجديد». ويقول تم ترينير، نائب رئيس تطوير الفتحات والاستراتيجية في شركة ا.تي أند تي ان الشركة تتبع أسلوب الحذر في مجال الفيديو اللاسلكي. ويضيف: «نحن لا نحاول أن نشارك بالضجيج ولا نريد أن نضع أهدافنا غير واقعية في السوق. اعتقد أنه يجب علينا التحدث مع الزبائن لنعرف ماذا يريدون».

تحياتي